الانتقام لا يحقق أمناً أو سلاماً
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/21 الساعة 15:07
الكيان الاسرائيلي في فلسطين هو كيان استيطاني إحلالي قام على الدم والنار منذ بدايات الهجرات اليهودية وبرعاية بريطانية ابان الانتداب واستمر على هذا الهدي 75 عاماً، وعمل على تهجير الفلسطينيين من ديارهم باستخدام المجازر المتعددة كان ذلك عام 1948، 1967 وغيرها، واليوم يقوم بنفس الطريقة بإبادة جماعية لأهل غزة، استخدم كل الوسائل الحربية براً وبحراً وجواً والقتل المتعمد والتدمير لكل شيء لا حرمة لمسجد، أو كنيسة، أو مستشفى أو سكن فالكل مستهدف بحجة الدفاع عن النفس آخذين بعين الاعتبار ان حجة الدفاع عن النفس خرجت عن اطارها واصبحت اكذوبة لا قيمة قانونية لها.وتهدف اسرائيل الى تهجير سكان قطاع غزة الى صحراء سيناء، او كما يقول وزير المالية "المأفون" تهجيرهم الى دول العالم واخلاء غزة من اهلها، والبعض يرى الانتهاء منهم كلياً بقصفهم بالنووي، هذه العقلية التي يفكر فيها العدو انطلاقاً من عقيدته الاستطيان والاحلال فالهدف هو ان تكون الارض بلا سكان، بالقتل او التهجير او اي وسيلة اخرى وتؤمن العديد من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الداعمة عسكرياً، ومالياً وسياسياً لهذا الكيان بهذه الاهداف.ان هكذا عقلية لا تريد السلام او العيش مع الآخر، فهذا العقل لا يؤمن إلاّ بالقتل وانهاء الآخر، يدعون انهم ضحايا المحرقة الهتلرية في عام 1942 وهم اليوم يقومون بالمحارق والمجازر بلا اخلاق او انسانية، ولا خوف وتؤيدهم الولايات المتحدة بكل ذلك، مضى ما يزيد عن 42 يوماً لهذه الحرب غير الاخلاقية بحجة الدفاع عن النفس، وهي حرب غير متكافئة وتدار بشكل اكبر ضد المدنيين الابرياء وضد اهداف انسانية بحتة وبخلاف القانون الدولي واتفاقيات جنيف.الآن تم السيطرة واخلاء شمال القطاع بمساحة 120كم2، ويمكن يبدأ التجريف الكامل لهذه المنطقة، لاهداف امنية وان تكون منطقة عازلة تكون فيها حرية الحركة الاسرائيلية، وقد قصفت اراضي القطاع بحدود 30ألف طن من المتفجرات، ادت لقتل ما يزيد عن 11 ألف إنسان، 73% من الاطفال والنساء، إن ما تسعى اليه اسرائيل هو الانتهاء من "حماس" عسكرياً والضغط على السكان للهجرة والسعي للبحث في حلول من يحكم غزة بعد هذه الحرب غير المشروعة دون النظر أن فكرة المقاومة الفلسطينية هي مغروسة في العقل الفلسطيني ولا يمكن اجتثاثها، فالشعب الفلسطيني يسعى لحق تقرير المصير والتحرير والاستقلال في دولته وعلى ارضه ولا يمكن لأحد أيّاً كان ان يلغي هذه الحقوق المشروعة.المطلوب اليوم هو وقف هذه الحرب الظالمة ووقف المجازر الهادفة للقضاء على الشعب الفلسطيني الاعزل قبل الحديث عن ما بعد "حماس"، إن من يحكم فلسطين اليوم وغداً هو شعب فلسطين لا غيره واي طرح غير ذلك غير مقبول شعبياً وسياسياً وقانونياً، الأهم الآن هو التفكير في وقف اطلاق النار وتجنيب المدنيين من ويلات هذا القتل الممنهج، ان إرادة الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال هي الاقوى التي لا يمكن كسرها مهما استخدمت اسرائيل من اسلحة ومهما حصلت من دعم خارجي ان تحولان الرأي العام الدولي تدعم ما نذهب اليه من تعاطف انساني وعالمي، فالمظاهرات التي تعم ارجاء العالم هي الدليل الناصع على صدقية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى الساسة ان يسمعوا اصوات شعوبهم التي تنطق بالحق ويغيروا من سلوكهم السياسي تجاه هذا الصراع الذي طال اجله، في نفس الوقت عل اسرائيل ان تغير من عقليتها وسلوكها السياسي والعسكري فمن يريد السلام والآن لا يشن هجمات على الاطفال والنساء في غزة وتضرب شرقاً الضفة الغربية، وشمالاً على الحدود اللبنانية فكيف ان تحقق الأمن وسلوكها العسكري متصاعد!؟إن من يريد الأمن عليه أن يتواضع ويجلس إلى طاولة المفاوضات ويعطي الآخرين حقوقهم ويعترف بوجودهم من دون ذلك فلا أمن ولا سلام قد يتحقق.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/21 الساعة 15:07